الوحي المنزل من الله عز وجل هو الكتاب والسنة وحديث النبي صلى الله عليه وسلم أحد مصادر التشريع الإسلامي وقد تعهد اله عز وجل بحفظ الكتاب والسنة بقوله: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}. إلا أننا نجد أعداء الشريعة أو جهلة العباد قد ادخلوا في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ما ليس منها وهذه هي الأحاديث الموضوعة، وتعريف الحديث الموضوع:هو المختلق المصنوع المنسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
وحديث النبي صلى الله عليه وسلم من حيث صحة نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم ينقسم إلى قسمين:
1- الثابت: ويشمل على الحديث الصحيح، والحسن وهذان القسمان يجب العمل بهما عن لم يكن لهما معارضٌ أو مخصص صحيح.
2- غير الثابت: ويشتمل على الضعيف، الموضوع، المنقطع المقطوع، الشاذ، المنكر ، وغيرها من الأقسام.
أما القسم الأول فيجب العمل به امتثالاً لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم .
قال عز وجل: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}.
وأما الثاني: (غير الثابت) فلا يجوز العمل به لا في العقائد ولا في العبادات ولا المعاملات، على القول الصحيح الراجح.
قال صلى الله عليه وسلم : «من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار».
والناس مع أحاديث النبي من حيث الثبوت أنواع:
1- العالم المجتهد الذي يستطيع النظر في الأسانيد ومعرفة صحيحها من ضعيفها والحكم عليها.
2- المتبع الذي يفهم كلام أهل العلم على الأحاديث ويستطيع فهم أسباب تضعيفهم أو تصحيحهم.
3- المقلد وهو الشخص غير المتخصص في الحكم على الأسانيد ولا يستطيع فهم كلام أهل العلم في التصحيح والتضعيف وهذا يقلد من يثق في علمه ودينه في أحكامهم على الأسانيد والمتون.
وهناك كتب كثيرة يمكن الرجوع إليها لمعرفة الأحاديث الصحيحة وتمييزها عن الغير الثابتة الضعيفة ومن تلك الكتب: كشف الخفا ومزيل الإلباس – للعجلوني ، صحيح وضعيف الجامع الصغير – للشيخ الألباني
ومن الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي تنشر على ألسنة الناس في رمضان، حول فضائله، وفضل صيامه:
حديث: «شهر رمضان شهر الله، وشهر شعبان شهري، شعبان المطهِّرُ، ورمضان المكفرُ».
رواه ابن عساكر من حديث عائشة.
والحديث أورده الألباني في ضعيف الجامع (3411) وقال ضعيف جدًا.
1- حديث سلمان الفارسي الطويل: أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاء رمضان قال لأصحابه: «أتاكم شهر رمضان.....
إلى قوله: قد أظلكم شهر عظيم مبارك، جعل الله صيامه فريضة، وقيام ليله تطوعًا، من أتى فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، أو من أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار».
وهو حديث ضعيف، في سنده على بن زيد بن جدعان وهو ضعيف بل قال فيه أو حاتم: هذا حديث منكر.
- حديث «صوموا تصحوا» رواه ابن عدي في الكامل والطبراني في الأوسط، وهو حديث ضعيف وذكره الألباني في الضعيفة برقكم (253).
حديث «نوم الصائم عبادة» رواه ابن منده من حديث ابن عمر، والبيهقي من حديث عبد الله بن أوفى، وضعفه الحافظ العراقي في تعليقه على الإحياء.
- حديث: «إن شهر رمضان معلق بين السماء والأرض لا يرفع إلا بزكاة الفطر».
رواه ابن الجوزي في العلل المتناهية من طريق محمد بن عبيد البصري قال ابن الجوزي: محمد بن عبيد مجهول، والحديث ذكره الألباني في الضعيفة برقم (43).
- حديث: «من أحيا ليلة الفطر، وليلة الأضحى لم يمت قلبه يوم تموت القلوب».
- رواه الطبراني في الكبير والأوسط من حديث عبادة بن الصامت، وفي إسناده عمر بن هارون البلخي هالك.
وقد تابعه بشر بن رافع، وبشر متهم بالوضع، والحديث ذكره الألباني في الضعيفة برقم (520) وحكم عليه بالوضع.
حديث: «من افطر يومًا من رمضان في غير رخصة رخصها الله له، لم يقض عنه صيام الدهر كله، وإن صامه». رواه أحمد وأبو داود، والترمذي، وابن ماجة والنسائي في الكبرى وغيرهم، كلهم من طريق حبيب بن أبي ثابت قال حدثنا أبو المطوس عن أبيه عن أبي هريرة.
قال الترمذي: لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسمعتُ محمدًا يقول: أبو المطوس اسمه يزيد بن المطوس، ولا أعرف له غير هذا الحديث، ولا أدري أسمع أبو من أبي هريرة أم لا. أهـ وقد أعله الدار قطني في العلل.
حديث: «رمضان بمكة أفضل من ألف رمضان بغير مكة
رواه البزار عن ابن عمر وضعفه الألباني في ضعيف الجامع برقم 3139، والسلسة الضعيفة (831).